بقلم: سمية مشهور
أختي الحبيبة أيام قلائل ونُودع رمضان ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر.. يا من وفقكِ الله في رمضان من صيامٍ وقيامٍ وقرآن وعملٍ صالحٍ ادعي الله أن يتقبَّل ما كان منك وأن يُديمه عليكِ بعد رمضان ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ﴾، لذلك كان الصحابة والسلف لا يحملون همَّ العمل ولكن يحملون همَّ قبول العمل بعد أن اجتهدوا في العمل، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: مَن هذا المقبول فنهنيه، ومَن هذا المحروم منَّا فنعزيه، أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك.
– ولكن أختي الحبيبة كيف حالك في آخر يوم في رمضان؟ هل في تنظيف البيت والطبخ والغسل وشراء ملابس العيد وعمل الحلوى فقط؟!
– والله ما جعلت تلك الساعات الغالية والدقائق الثمينة في هذا اليوم لتلك الأعمال فاحرصي على الانتهاء منها قبل هذا اليوم واجعليها لطلب الرحمة والمغفرة والعتق من النار “فمَن أعتق من النار لم يعذبه الله”.
– ويا حبذا لو جلست الأسرة من العصر للمغرب في هذا اليوم للذكر وأذكار المساء وتلاوة القرآن ومدارسة آداب العيد ولا تنسي أيضًا أن تُصلي بعض ركعات صلاة قيام.
– راجعي على نفسك ما كنت تأملي أن تفعليه في رمضان كم في المائة تمَّ وما لم يتم.
– أختي الحبيبة والله لو بقي يوم واحد من أيام رمضان فالفرصة لم تنقطع لمَن قصَّر ولمَن اجتهد، وتذكري قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- “مَن أحيا ليلة العيد أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب”.
– فاستودعي رمضان بعملٍ صالحٍ يشهد لك به عند الملك العلام وودعيه بأذكى تحية وسلام بتوبة صادقة دائمًا ومتجددة ونية خالصة فيما فعلت وعلى أن تستمري بهمة عالية فيما بعد رمضان.
– واعلمي أختاه أنَّ الشيطان متربصٌ واقفٌ بالمرصاد يريد أن تكون عبادتك رمضانية فقط فأبطلي كيده، فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ(7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ(8)﴾ (الشرح).
يوم العيد
– جهزي بيتك ليبدو في هذا اليوم أحسن ما يكون وزينيه في حدودِ المستطاع، وملابس الأولاد تكون جديدة وجميلة قدر المستطاع.
– كوني حريصةً على الاستيقاظِ مبكرًا واجعليه يومًا جميلاً نشيطًا فهو يوم الجائزة، واستشعري هذا المعنى بما منه الله عليك من العتق من النار، وذلك كالعمال يأخذون أجرتهم إذا أوفوا أعمالهم، كما أنه يوم غُفران للذنوب لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ مَن عباد الله مَن يخرج لصلاة العيد وليس عليه خطيئة”.
– زينوا أعيادكم بالتكبير ويبدأ من غروب شمس ليلة العيد حتى صلاة العيد، ولكن الأخت لا ترفع صوتها بالتكبير خارج بيتها.
– الخروج مع الأسرة لصلاةِ العيد فقد أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- النساء أن يخرجن لصلاة العيد مع أنَّ البيوت خيرٌ لهن فيما عدا هذه الصلاة قالت أم عطية رضي الله عنها: “أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق، والحُيَّض، وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: “لتلبسها أختها من جلبابها” (رواه البخاري)، ويُسن أكل تمرات وترًا قبل الخروج والاغتسال.. وإن تعذر الخروج لصلاة العيد لأي ظرف قهري فإن هناك رأيا فقهيا بجواز إقامتها بالبيت.
– تبادلي التهاني مع زوجك وأولادك وأخواتك في الله وجاراتك وأقاربك.
– احرصي على الابتسامة طوال هذا اليوم.
– أعدي اللذيذ والشهي من الطعام على قدر المستطاع، فالعيد أكل وشرب ولهو مباح بلا إسراف أو معصية كما أنه ذكر لله.
– لا مانع من التنزه في الأماكن المناسبة، كما أنه لا بد من صلة الأرحام وتبادل الهدايا مع الأهل والأقارب والمعارف، وإذا تعذر الخروج فالاتصال بالهاتف لمَن لا تستطيعين زيارتهم.
– أكثري من الصدقة على الفقراء والمحتاجين.
– تذكري الدعاء للمسلمين الذين لا يستطيعون الاحتفال بالعيد واسألي لهم النصر والتمكين.
– لا تنسي قراءة الورد القرآني.
– إذا كنت قد وعدت بعض الأبناء بجائزة لحسن صيامه أو لخلق حسن اكتسبه أو لقرآن ختمه…..، فأعطيها له يوم العيد.
– حبذا لو كانت هناك جلسة يوم العيد يتحدث فيها الأب مع أسرته يدعو الله فيها بقبول رمضان ويستشعر فيها معنى العيد وأنه سيكون عيدًا حقَّا عندما تُعتق رقابنا من النار. فالعيد هدية من الله لأحبابه ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا(64)﴾ (الفرقان)، عيد لمَن قال الله فيهم ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (الذاريات)، سيكون عيدًا حقًّا عندما يستيقظ الإيمان في الأمة الإسلامية وترتوي بمنهج الإسلام. ﴿… وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ..﴾ (الروم).
– يمكن لكل إنسان أن يجعل له أيامًا وكأنها عيد؛ وذلك عندما يتوب عن معصيةٍ وأن يوفق في طاعة وأن يتقبلها الله منه (ومن علامات قبول الطاعة دوامها، ومن علامات ردها انقطاعها).
فاستمري أختي الحبيبة على ما اتفقتم عليه من قبل رمضان حتى بعد رمضان ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾ (النحل)، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقرآن والقيام وصالح الأعمال، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.