أقدم أسيرٍ فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني، ويطلق عليه الأسرى لقب ” أبو النور”، كما يلقب بـ”عميد” الأسرى الفلسطينيين.
دخل عامه 43 في سجون الاحتلال الصهيوني ليصبح صاحب أطول اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، وربما أي سجين سياسي في العالم بأسره.
رفض توجيه رسالة في ذكرى اعتقاله، واكتفى بقوله: “الصمت أبلغ”، وهو الذي كان يوجه رسالة سنوية لنا يرفع معنوياتنا بدلا من أن نرفع نحن معنوياته.
نائل صالح عبد الله برغوثي المولود عام 1957 ببلدة كوبر شرق رام الله، هو أكبر رهينة في العالم الذي يرى ويسمع لكنه يلتزم الصمت، فقد اعتقل للمرة الأولى عام 1977 خلال استعداده لتقديم امتحانات الثانوية العامة، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، وأُعيد اعتقاله بعد 14 يوما من الإفراج عنه بتهمة مقاومة الاحتلال برفقة شقيقه عمر وابن عمهما فخري البرغوثي بتهمة قتل ضابط إسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت وتفجير مقهى في القدس، وحكم على الثلاثة بالسجن المؤبد.
أفرج عن شقيقه عمر عام 1985 ضمن صفقة للتبادل، ورفض الاحتلال إدراج اسم البرغوثي فيها وفي أي صفقة تبادل أخرى أو في الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات مع الاحتلال وتأسيس السلطة الفلسطينية.
وخلال فترة اعتقاله توفي والده عام 2004 ووالدته عام 2005. كما توفي شقيقه الأكبر والوحيد عمر البرغوثي وعدم تمكنه من وداعه وهو الذي لم يلتق به خارج السجن سوى 7 أشهر، فحين أفرج عنه كان عمر في الاعتقال الإداري.
وليس فقط وفاة شقيقه، فقد عانت العائلة من استهداف مستمر بعد قتل الاحتلال لابن شقيقه صالح واعتقال كل العائلة، وهدم منزلها، حيث لا يزال ابن شقيقه عاصم معتقلا في نفس السجن بتهمة تنفيذه عملية إطلاق نار قرب رام الله.
تنسم نائل برغوثي رائحة الحرية لفترة وجيزة حين أطلق سراحه ضمن صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مقابل إطلاق سراح الجندي المختطف لديها جلعاد شاليط، وبعد خروجه من السجن تزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع التي اعتقلت سابقا عام 1987 وأُفرج عنها في عام 1997.
وفرض الاحتلال الصهيوني عليه الإقامة الجبرية، حيث منع من الخروج من مدينة رام الله وقراها، حيث كان يقطن في قرية كوبر شرق رام الله. تقول زوجته في تصريح صحافي سابق :”منذ أن تزوجنا، كان يخرج نائل من المنزل بعد صلاة الفجر، يذهب إلى الأرض فهي مقدسة بالنسبة إليه، يفلحها ويزرعها، يحب الأزهار والورود، التي تنتشر في الجبال، وكان على قناعة بأنه يجب ألا تقطف وأن تبقى في مكانها”.
التحق فيما بعد بجامعة القدس المفتوحة لدراسة التاريخ ولكن أُعيد اعتقاله عام 2014 وذلك بعد خطاب ألقاه في جامعة بيرزيت عن المقاومة ودورها، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف، ولكن الاحتلال قرر إعادة حكمه القديم بالمؤبد .
اشتهر بين الأسرى بأنه قارئ نهم ولديه ثقافة واسعة جدا، ويتحدث الإنجليزية والعبرية التي تعلهما داخل السجن، ويعتبره الأسرى مرجعا لهم في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني.
وعقدت جلسة للأسير البرغوثي في المحكمة العسكرية للاحتلال، بعد أن أعادت المحكمة العليا القضية للمحكمة العسكرية التي بتت بأمر اعتقاله عام 2015، وحتّى اليوم لم يصدر قرار بشأن إنهاء اعتقاله.